sila - salon international du livre d'alger 2013
 
إستقبال|للاتصال بنا|الطبعات السابقة
  تـــقديـــــم البرنامج تكريمات روح البناف صحافة اخبار SILA 2014
 
الصالون الدولي للكتاب بالجزائر

Salon international du livre - SILA
سيلا  

المشاركين المشاركين

فضاء مخصص للعارضين

معرض الصحافة معرض الصحافة

نقترح عليكم فيما يلي المقالات التي صدرت في الصحافة
مكتبة الصور مكتبة الصور

صور السيلا

videos الفيديو

فيديو السيلا



ضيف الشرف

الكتاب في الولايات المتحدة الأمريكية
عالم في تحول


في علاقتها بالكتاب، تمتاز الولايات المتحدة الأمريكية بأدبها الذي امتد إشعاعه إلى الأشكال التعبيرية الحديثة في سائر المعمورة ولا يزال يتمتع بمقروئية وتأثير كبيرين. وهناك أجناس أدبية تأثرت بشكل خاص بهذا الأدب، مثل القصة القصيرة والرواية العجائبية والسير والرواية البوليسية وعلم الخيال...تُرجم كبار الكتّاب الأمريكيين إلى لغات عديدة وأصبحوا اليوم ينتمون إلى الذاكرة العالمية. بين سنتي 1930 و 1993 ، نال عشرة منهم جائزة نوبل للأدب، من بينهم ت. س. إليوت ووليام فولكنر وإرنست همنغوي وجون شتينباك وطوني موريسون. تعكس هذه التتويجات عظمة هذا الأدب، إلا أنها لا تقدّر أهميتها بأكملها، لأننا يمكن أن نذكر العديد من غيرهم من المؤلفين الذين يملكون تجارب رائدة في عدة أجناس أدبية. من إدغار آلان بو إلى نورمان مايلر، مرورا بمارك تواين وهنري جيمس وجاك لندن وريتشارد ورايت وإرسكين كالدويل، وتينسي وليامس، وفيليب ك. ديك، وكارول واتس، وجيمس إلروي، ودوس باسوس وغيرهم. فالسجل الأدبي الأمريكي حافل بالأسماء المرموقة.

قطاع نشر قوي
استند هذا الثراء الأدبي على قطاع نشر قوي، جريئ ومجدّد، يمثّل صناعة ثقافية حقيقية وإن كانت لم تبرز أمام الصناعة السينمائية والموسيقية. يتمتع النشر الأمريكي بحضور عالمي من خلال الترجمات وامتلاك أسهم في العديد من دور النشر في الخارج.

، الإنتاج الداخلي للكتب في الولايات المتحدة كبير جدا. ففي عام 2005 أعلنت جمعية الناشرين الأمريكيين عن صدور 172 ألف عنوان جديد، ما قيمته 25.1 مليار دولار، بزيادة تقارب ٪ 10 مقارنة بالعام الذي سبقه. في هذا الحجم، تأتي المؤلفات التي تُصنّف ضمن ما يسمى المؤلفات ذات المصلحة العامة يتمثل معظمها في كتب الشباب في المرتبة الأولى 7.8 مليار دولار، يليها الكتاب المدرسي 6.8 مليار، ثم المؤلفات الجامعية والمنشورات المهنية.

ينعكس مستوى تطور قطاع النشر أيضا على التشغيل وعلى نشاطات ملحقة هامة )صناعة الورق والمطابع والتوزيع...(، مثلما يتميز بديناميكية تجديد مستمرة تجسّدت خاصة بتوزيع كتب ورقية عبر الأنترنت وإصدار كتب رقمية.

في عام 2012 ، أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية أوّل بلد تفوق فيه المداخيل التي تدّرها مبيعات الكتب الرقمية تلك التي تدّرها الكتب الورقية. وكانت جمعية الناشرين قد أعلنت في حصيلتها أن مبيعات الكتب الإلكترونية في الفصل الأول ازدادت بنسبة ٪ 28 مقارنة بما كانت عليه في الفصل الأول من عام 2011 ، وتجاوز رقم أعمالها 282 مليون دولار. وتشير نفس البيانات بخصوص الكتاب الورقي إلى ارتفاع بنسبة 2.7٪ فقط، ما قيمته 229.6 مليون دولار. هذه الاتجاهات تدعّمت بالتطور المستمر الذي تعرفه التجهيزات المعلوماتية والرقمية، مثل أجهزة القراءة اللّوحية وانتشارها المتزايد.

لا يزال النشر التقليدي الورقي صامدا أمام هذه الثورة، لكنه بدأ يتأثر بانعكاساتها. ففي عام 2011 ، كان القطاع الأكثر صمودا للكتب الإلكترونية هو كتاب الأطفال، الذي استطاع أن يدّر 187 مليون دولار مقابل 64 مليون بالنسبة للطبعات الإلكترونية. لكن، في الفصل الأول 2014 ، سُجل أقوى ارتفاع لكتاب الأطفال الإلكتروني بنسبة ٪ 33 ، مقابل ٪ 8 بالنسبة للكتب الإبداعية و٪ 10 للكتب غير الإبداعية. في المجموع، خلال الفصل الأول 2014 )مقارنة بالفصل الأول 2013 (، ارتفعت مبيعات الكتاب الرقمي، بشتى أنواعه، بنسبة ٪ 10 . أي بمعدل نمو تقلّص إلى النصف، لأن من 2012 إلى 2013 ، وفي الفصل الأول دائما، سجلت زيادة بنسبة 20%. لا يبدو على هذا الصعود للكتاب الرقمي ما يوحي، إلى حد الآن، بأنه سيظل مستمرا، لكنه يثبت حضورا متناميا. لهذا تتابع الأسرة الدولية للكتاب باهتمام تطوّر قطاع النشر في الولايات المتحدة الأمريكية، بالنظر إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه في تحديد مستقبل الكتاب في عصر تكنولوجيات الاتصال الجديدة.


شبكة ضخمة من المكتبات
لكن بغض النظر عن سوق الكتاب، يتميز هذا البلد أيضا بحجم شبكته للمطالعة العمومية. فالمكتبة مؤسسة نشطة ومنتشرة في جميع المؤسسات التعليمية، من المدرسة إلى الجامعة وفي مراكز التكوين والبحث، في المدن والقرى، وأحيانا حتى في الشركات، الخ. وهناك عدد كبير من المكتبات الملحقة بالمؤسسات الخاصة. أحصيت 9 آلاف مكتبة عمومية تصل إلى حدود 16 ألف بتعداد جميع فروعها. يرتادها في كل عام ما يقرب من . 800 مليون قارئ، كما سُجل 1.5 مليار إعارة للكتب. في هذا البرنامج الضخم للمطالعة العمومية، تملك الولايات المتحدة الأمريكية جواهر حقيقية، وعلى رأسها مكتبة الكونغرس بواشنطن. وتحل هذه المكتبة التي تأسست عام 1800 ، مقام المكتبة الوطنية. وتعتبر أكبر مكتبة في العالم. في عام 2007 ، كانت تحتوي رفوفها على 32.2 مليون كتاب ومنشور، و 61.4 مخطوط، و 12.5 مليون صورة فوتوغرافية، و 5.3 مليون مخطط وخريطة و 5.5 مليون اسطوانة. تُرصد لها ميزانية قدرها 600 مليون دولار، وتشغّل 3500 موظف دائم.

تتوزّع مقارُها على ثلاثة مباني مرموقة. أقدمها هو - توماس جيفرسون - الذي أنهيت أشغال بنائه عام 1894 . سُمي على اسم الرئيس ، بويلدينغ الثالث للولايات المتحدة الذي ساهم بدور فعال في ازدهارها.بعد ذلك بنايتان شاهقتان لتستكملا المشروع - جون آدامس بويلدينغ - 1939 -و جيمس ماديسون ميموريال بويلدينغ - 1980 - ويمتد مجموع هذه الفضاءات على مساحة قدرها 350.000 كلم 2، ويصل طول رفوف الكتب والوثائق فيها 1.348 كيلومتر !

تساير مكتبة الكونغرس التقدم التكنولوجي، إذ وضعت برنامجا ضخما لرقمنة محتوياتها. وفي عام 2010 ، شرعت في توثيق جميع الاتصالات العمومية عبر شبكة تويتر، بمعدل 400 مليون تغريدة في اليوم الواحد، ما يقارب 200 مليار رسالة! وهناك محطات تفاعلية تسمح لأي زائر بالإطلاع على وثائق نادرة أو هشة.كما تحتضن المكتبة أنشطة ترميم وبحوث.

هناك في الولايات المتحدة غيرها من المكتبات العمومية الكبيرة مثل مكتبة نيويورك العمومية على 17 مليون مجلدا و مكتبة هارولد واشنطن في شيكاغو، التي تزخر بأكثر من 9 ملايين كتاب. وهناك أيضا المكتبات الجامعية التي لا تقل ضخامة، مثل جامعة هارفارد الشهيرة التي تحتوي على 15 مليون كتاب ووثيقة، والمكتبة التابعة لجامعة ستانفورد، 14 مليون، والمكتبة التابعة لجامعة ييل، 12 مليون، الخ...


عودة المكتبات المستقلة
يُعرف عن الأمريكان أنهم يقرؤون كثيرا، سواء على لوحات إلكترونية أو من خلال كتب من الشكل التقليدي. وعلى الرغم من كل المخاوف، لاحظ مرصد سلوك المستهلكين أن إقبال الزبائن على المكتبات الأمريكية ازداد بنسبة ٪ 27 خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2013 مقارنة بنفس الفترة في عام 2012 . وخير مثال على ذلك أن، في ترتيب جميع قطاعات التجارة، تمكنت المحلات النيويوركية لسلسلة المكتبات - بارنز أند نوبل - من تبوء المرتبة السابعة وطنيا.

ساعدت هذه الإنجازات على الحد من التوقعات الناجمة من تصاعد التكنولوجيا الرقمية ونجاح الباعة عبر الانترنت ) أمازون، غوغل لكن مفاجأة أخرى جاءت من أصحاب المكتبات المستقلة الذين عانوا من أزمة خطيرة بين عامي 2000 و 2007 مما أدى إلى إغلاق ألف مكتبة منها. اليوم أصبح لهذا القطاع حصص هامة في السوق، وأكثر من ذلك، وحسب جمعية مسيري المكتبات الأمريكان ازداد عدد المكتبات المستقلة بنسبة تفوق ٪ 20 بين عامي و 2014 وارتفعت مبيعاتها بنسبة 8 ٪ سنويا منذ عام 2011

وفي المقابل، سجل الملاحظون تراجعا للسلسلات الكبرى )في ظرف عامين، إغلاق أربعين محلا(، كما لو أن القراء الأمريكان » بارنز أند نوبل « قررت يشعرون بميل أكبر للمكتبة التقليدية نظرا لما يلقون فيها من حيوية وفرصا للاحتكاك المباشر.

وهناك اتجاه آخر جدير بالاهتمام، يتمثل في الاهتمام المتزايد للشباب بقراءة الكتب الورقية. فعلى سبيل المثال، في عام 2013 كان هناك ٪ 88 ممّن تقل أعمارهم عن 30 سنة قرؤوا كتابا مقابل ٪ 9 عند الأكبر منهم سنا. ولقد صرح ٪ 64 من هؤلاء القراء الشباب بأنهم يترددون على المكتبات المستقلة.

يمكن الاستنتاج بأن الولايات المتحدة الأمريكية، الرائدة في مجال الكتاب الرقمي، تعتبر أرضية نموذجية لرصد تطورات واتجاهات الكتاب في عصرنا. ولقد علّمتنا تجربة هذا البلد أمرين: أولا أهمية المطالعة العمومية باعتبارها محفّزا بالنسبة لصناعة الكتاب بأكملها، والأمر الثاني، أن المعركة بين الكتاب الرقمي والكتاب الورقي لم تُحسم بعد.
بداية الصفحة 
 

 
جميع الحقوق محفوظة - صالون الجزائر الدولي للكتاب © Conception, Réalisation & Référencement
bsa Développement